2025-01-30
دول الخليج تعمل دائمًا على خدمة قضاياها الوطنية جنبًا إلى جنب مع خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية بشكل فردي أو جماعي، والتاريخ خير شا...
دول الخليج تعمل دائمًا على خدمة قضاياها الوطنية جنبًا إلى جنب مع خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية بشكل فردي أو جماعي، والتاريخ خير شاهد على ذلك العطاء الذي لم ينحاز إلا لخير المنطقة ورخائها ودعم أمنها واستقرارها والعمل من أجل السلام، وترسخت هذه التوجهات بشكل جماعي منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م، والمتتبع لمسيرة القمم الخليجية والاجتماعات الوزارية والفنية لدول المجلس الممتدة لقرابة 45 عامًا يجدها كلها وبدون استثناء تركز على التنمية والبناء والاهتمام بالإنسان ، والرخاء والرفاهية في الدول الأعضاء، وتدعو للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذه التوجهات ليست طارئة، أو مرتبطة بظرف مؤقت، بل هدف ورسالة ونهج مستمر لقادة دول المجلس مع تعاقب الأجيال.
::/introtext::دول الخليج تعمل دائمًا على خدمة قضاياها الوطنية جنبًا إلى جنب مع خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية بشكل فردي أو جماعي، والتاريخ خير شاهد على ذلك العطاء الذي لم ينحاز إلا لخير المنطقة ورخائها ودعم أمنها واستقرارها والعمل من أجل السلام، وترسخت هذه التوجهات بشكل جماعي منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م، والمتتبع لمسيرة القمم الخليجية والاجتماعات الوزارية والفنية لدول المجلس الممتدة لقرابة 45 عامًا يجدها كلها وبدون استثناء تركز على التنمية والبناء والاهتمام بالإنسان ، والرخاء والرفاهية في الدول الأعضاء، وتدعو للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذه التوجهات ليست طارئة، أو مرتبطة بظرف مؤقت، بل هدف ورسالة ونهج مستمر لقادة دول المجلس مع تعاقب الأجيال.
بدأت اهتمامات مجلس التعاون بالمنطقة منذ تأسيسه الذي واكب نشوب حرب الخليج الأولى (1980ـ 1988م) وما تلا ذلك من أحداث أثرت على المنطقة برمتها ومنها غزو نظام صدام حسين للكويت في 2 أغسطس 1990م، ثم حرب تحرير الكويت وتوابعها ، ومنها سقوط نظام بغداد في تلك الفترة (2003م)، والحروب الإسرائيلية على لبنان وغزة بين عامي (2006ـ 2007م) ، ثم اجتياح المنطقة العربية ما يسمى بثورات الربيع العربي منذ نهاية 2010م، والتي ماتزال تداعياتها مستمرة حتى الآن والتي ترتب عليها حروبًا أهلية داخلية ومطامع إقليمية من دول الجوار غير العربي نتيجة للفراغ السياسي والضعف الاقتصادي والهشاشة الأمنية أي ما خلفته هذه الثورات وجعلت بعض الدول العربية مستباحة من قوى خارجية، كل ذلك وغيره ألقى على كاهل دول مجلس التعاون مسؤولية كبرى في الدفاع عن الأمن الإقليمي العربي وحماية دول المنطقة من المطامع الخارجية، مع الحرص على ضمان تدفق النفط وتأمين سلاسل الإمداد لاستقرار أسواق الطاقة العالمية، إضافة إلى حماية ممرات الملاحة البحرية، وإفشال المؤامرات المتربصة بدول المنطقة، وعليه استضافت مؤتمرات متنوعة واستخدمت كافة الوسائل الدبلوماسية، لحل المعضلة السودانية، واليمنية، وإنهاء محنة غزة ،وتوقيف الحرب على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وأخيرًا دعم خيارات الشعب السوري الشقيق والمساعدة في إنهاء أزماته التي امتدت لأكثر من عقد ونصف.
ولعل ما تضمنته رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي التي صدرت في مارس من العام الماضي تجسد إدراك دول المجلس للتحديات الإقليمية وخطورتها وكيفية مواجهتها، وتضمنت الجهود الخليجية المشتركة التي وردت في الرؤية (10 بنود) بدأت بالبناء على جهود دول المجلس في حل الخلافات عبر المفاوضات والحوار، وتكثيف الجهود لتجنيب المنطقة تداعيات الحروب، ثم تفعيل جهود مبادرة السلام العربية والجهود الدولية لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وتعزيز الشراكات الدولية بما يسهم في أمن المنطقة واستقرارها وبما يحفظ الأمن والسلم الدوليين، ومكافحة الإرهاب، وصولًا إلى تكثيف العمل لمواجهة التحديات المستقبلية في مجالات الأمن المائي والغذائي.
وهكذا تستمر جهود دول مجلس التعاون الخليجي في دعم المبادرات التي تهدف إلى تحصين المنطقة العربية، فاستضافت الرياض القمة العربية / الإسلامية الطارئة بنسختيها (نوفمبر 2023ـ نوفمبر 2024م) للدفاع عن غزة ولإيقاف الحرب الإسرائيلية، وقد انبثق عن هذه القمة تشكيل اللجنة الوزارية المشتركة التي جالت العالم لعرض قضية غزة والبحث عن حلول لها، وواكب ذلك أيضًا تشكيل التحالف الدولي من أجل حل الدولتين الذي أسسته المملكة العربية السعودية مع بلجيكا والذي أسفر عن نتائج مهمة منها على سبيل المثال زيادة عدد الدول الأوروبية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، وقد استضافت الرياض في 12 يناير الماضي المؤتمر الموسع لدعم سوريا وحقق نتائج مهمة مهدت الطريق لإعادة إعمار سوريا و تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
وكان الحدث الخليجي المهم هو مؤتمر القمة الدوري لدول مجلس التعاون الذي استضافته الكويت في مطلع ديسمبر الماضي وتمخض عنه بيان ختامي موسع ضم 154 بندًا تناولت كافة القضايا الداخلية لدول المجلس، وقضايا المنطقة العربية كافة دون استثناء، إضافة إلى الشأن الإقليمي والدولي، ولعلنا نتوقف عند بعض ما جاء في البيان الذي تناوله هذا العدد من مجلة (آراء حول الخليج) بالمناقشة والتحليل الموسع، فعلى الصعيد الخليجي، أكد البيان الختامي على التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ بما فيها استكمال الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وتنسيق المواقف لتعزيز تضامن واستقرار دول المجلس، كما وجهت القمة بمواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وفق مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ ، وأفرد البيان بنودًا للقضايا الدولية والإقليمية، مؤكدًا حرص المجلس على تحقيق السلام والتنمية المستدامة وخدمة التطلعات السامية للأمتين العربية والإسلامية، انطلاقًا من دور المجلس كركيزة أساسية للحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي، وتناول بالتفصيل موقف دول المجلس ورؤيتهم للأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية، وفي لبنان وسوريا واليمن والسودان وليبيا، وجاء الموقف الخليجي من خلال القمة واضحًا وقويًا فعلى سبيل المثال دعا لاتخاذ قرار ملزم تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يضمن امتثال الاحتلال الإسرائيلي للوقف الفوري لإطلاق النار والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتهجيره قسرًا وإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة.
ولم يترك البيان الختامي شاردة ولا واردة في المنطقة العربية إلا وكان له موقف تجاهها ، وذهب غربًا إلى دول المغرب العربي الشقيقة وركز على استقرار واستقلال ليبيا، ودعا إلى اعتماد الحوار السياسي لحل الخلافات الداخلية في ليبيا، وبخصوص المملكة المغربية الشقيقة أكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين دول المجلس والمغرب وتنفيذ خطة العمل المشترك، وأكد على مواقفه وقراراته الثابتة والداعمة لمغربية الصحراء ، والحفاظ على استقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها، مشيدًا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024م، بشأن الصحراء المغربية.
يتبقى القول، أن كل سياسات ومواقف وقرارات دول الخليج سواء فرادى أو تحت مظلة مجلس التعاون تصب في خدمة المنطقة وقضاياها، ولصالح الاستقرار والتنمية وصناعة السلام في المنطقة والعالم، بما يؤكد أن مجلس التعاون يمثل رافدًا مهمًا لجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة وليس خصمًا من رصيد هذه المنظمات، وأنه صانع للتنمية والسلام والاستقرار والحوار مع الآخر وقبوله والتعاون معه أينما كان.
::/fulltext:: )- قراءات سياسية / إحصائيات وارقام في خطاب الرئيس الروسي بوتين خلال الدروة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي - أ.د. صالح بن محمد الخثلان
2023-07-04
- قراءات سياسية / انعكاسات زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الفرنسية - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
- قراءات سياسية / وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في أهم خطوة دبلوماسية لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
object(stdClass)#1139 (15) { ["category_id"]=> string(4) "4374" ["asset_id"]=> string(5) "12637" ["category_title"]=> string(19) "كاتب الشهر" ["alias"]=> string(19) "2022-10-04-11-34-44" ["created_user_id"]=> string(3) "938" ["created_time"]=> string(19) "2020-08-30 19:29:57" ["checked_out_time"]=> string(19) "0000-00-00 00:00:00" ["content_id"]=> string(4) "6290" ["content_asset_id"]=> string(5) "14882" ["content_title"]=> string(57) "مشاركات الدكتورة فاطمة الشامسي" ["catid"]=> string(4) "4374" ["created"]=> string(19) "2022-10-04 11:34:44" ["images"]=> string(273) "{"image_intro":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_intro":"","image_intro_alt":"","image_intro_caption":"","image_fulltext":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_fulltext":"","image_fulltext_alt":"","image_fulltext_caption":""}" ["urls"]=> string(121) "{"urla":false,"urlatext":"","targeta":"","urlb":false,"urlbtext":"","targetb":"","urlc":false,"urlctext":"","targetc":""}" ["introtext"]=> string(435) "" }
مجلة اراء حول الخليج
٣٠ شارع راية الإتحاد (١٩)
ص.ب 2134 جدة 21451
المملكة العربية السعودية
+هاتف: 966126511999
+فاكس:966126531375
info@araa.sa :البريد الإلكتروني